٣ ـ لقد كان هناك الكثيرون من الضعفاء الذين لم يكن لهم عشائر تمنعهم ، وقد تعرضوا للعذاب على يد فراعنة قريش حتى قتل بعضهم ، ومنهم آل ياسر ، ولم يجوّز لهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ولا خطر في بالهم أن يحملوا جلاديهم على التوجه بالعذاب إلى غيرهم من المؤمنين ..
٤ ـ من الذي قال : إن قريشا كانت تنوي إلحاق الأذى بأهل حاطب فإن ذلك مجرد وهم وقع فيه حاطب ، رغم أنه وهم علّق حصوله على أمر تقديري افتراضي ، وهو أن تكون لقريش الدائرة على المسلمين ، وليس ثمة ما يشير إلى حصول أمر من هذا القبيل ، بل الدلائل تشير إلى عكس ذلك تماما.
وحتى لو حصل ذلك ، فإن حاطبا لا يستطيع أن يجزم بتعرض أحد من أهله لأي سوء.
٥ ـ ألم يفكر حاطب في أن ما فعله سوف يؤدي إلى زيادة القتل في صفوف أهل الإيمان؟ فكيف فرط بالنبي «صلىاللهعليهوآله» ، وبكل أهل الإيمان من أجل حفظ بعض أهله ممن هم على الشرك بحسب الظاهر؟!
وحتى لو كانوا مسلمين ، فإن إلحاق الأذي بهم يبقى في دائرة الاحتمال ، بينما هو يقدم لقريش معلومات من شأنها أن تمكنها من أن تلحق الخسائر بالمسلمين بصورة قطعية ويقينية.
للنبي صلىاللهعليهوآله أن يعفو عن حاطب :
إننا لسنا بحاجة إلى الاستدلال على مشروعية العفو عن حاطب بأي دليل ، بل نحن نستدل على ذلك بنفس العفو الذي صدر عن النبي «صلى