وأما بالنسبة للسؤال عن كيفية وصول الذين أهدر النبي «صلىاللهعليهوآله» دمهم إليه ، فيجاب : بأن طرق الوقاية من الأذى متيسرة لهم ، ويكفي أن يحتمي بأحد المسلمين ، ويأتي معه ، كما فعل عثمان بالنسبة لعبد الله بن سعد بن أبي سرح.
تالله لقد آثرك الله علينا :
وحينما كلّم العباس رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بشأن أبي سفيان بن الحارث وابن أبي أمية قد ركّز على أن هذا ابن عم النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وذاك ابن عمته .. ظنا منه أن القربى النسبية وحدها تكفي للتجاوز عن ذنب ذينك الرجلين ..
ولكن الحقيقة هي : أن الإساءة تختلف في طبيعتها وفي أحكامها. فإن كانت إساءة للشخص ، كان للصفح عنها ، ولمراعاة القربى الرحمية فيها مجال ، بل لا مجال لسوى ذلك من نبي كريم لم يزل يحث الناس على صلة القربى ، والصفح عن المسيئين ..
وإن كانت الإساءة منهما للدين ، وللأمة ، وتمثل جرأة عظيمة على الله تبارك وتعالى ، فلا يحق لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن يصفح عن مرتكب ذلك ، إذا لم يكن الندم والتوبة من نفس هذ الذنب العظيم .. ولم يظهر من أولئك التائبين ولا من الطالبين للصفح عنهم ، أن هذا هو ما جاؤوا من أجله.
بل الذي ظهر هو : أنهم يريدون استجلاب رضى شخص رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بهدف إصلاح العلاقة معه كشخص ، من أجل حفظ