ينالهم. لقد أرادها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عقوبة إصلاحية تربوية ، مضمونها ترميم علاقته بالله ، بالتوبة والاستغفار ، باعتبار أن الجرأة إنما كانت عليه تبارك وتعالى ..
فإذا استطاع أن يصلح سريرته ، وأن يرضي ربه ، فإنه يكون قد بلغ الغاية التي يريد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أن يبلغه إياها.
عذر حاطب :
وعن اعتذار حاطب عما صدر منه نقول : إنه أراد أن يتخذ بما صنعه يدا لدى أهل مكة ليحفظ بذلك أهله ، إذ ليس له عشيرة تمنعه ..
ولم يناقشه النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ولا اعترض عليه أحد من المسلمين في ذلك .. لكن هذا الانصراف عن المناقشة لا يعني أنه منطق سليم ومقبول .. بل هو انصراف إرفاقي بالدرجة الأولى ، فلاحظ ما يلي :
١ ـ إن وجود أهله في مكة لا يحتم عليه القيام بعمل خياني ، يلحق الضرر بالكيان الإسلامي كله ، ويوجب إفساد التدبير النبوي ، وإضعاف هيبته «صلىاللهعليهوآله» لدى الأعداء ، وفتح أبواب التجريح والتشكيك لأهل النفاق ، ولا يجوز لأحد في أي ظرف كان أن يمكنهم من إثارة الشكوك بسلامة المسيرة ، وفي حسن السياسة ، وصواب الرأي النبوي الشريف.
٢ ـ إن الضرر إذا توجه لإنسان مّا ، فإن بإمكانه أن يدفعه عن نفسه ، ولكن ليس له أن يقذف به على غيره ، فلو أراد أسد أن يدخل بيتا ويفترس شخصا ، فإن بإمكانه أن يتحرز منه بالطريقة التي تدفعه عنه. وليس له أن يدخله بيت جاره ، ليكون جاره هو الضحية ..