والسؤال هو : لماذا هذا الإعلان بالأمر؟ وبهذه الطريقة القوية والواسعة؟
ألم يكن الأجدر أن يعالج الأمر بهدوء يحافظ به على ماء وجه حاطب؟!
ونقول في الجواب :
إن الإعلان عن الموضوع بهذا النحو القوي كان ضروريا ، وله أسباب وفوائد عديدة ، نذكر منها ما يلي :
١ ـ إن هذه الطريقة من شأنها أن تعرّف الناس بهذا الأمر الخطير على أوسع نطاق ، وقد كان هذا هو مطلوب له «صلىاللهعليهوآله» لأسباب ، ربما يتضح بعضها عن قريب ..
٢ ـ إن ذلك يبقي هذا الخبر على درجة من السلامة والصحة ، والوضوح في أذهان الناس ، ويمنع من تلاعب المتلاعبين فيه بالزيادة فيه تارة ، والنقيصة أخرى ، حسب الأهواء ، ورياح السياسة ، والمصلحة ، فإن تناقل أمثال هذه الأخبار بصورة فردية أو جماعية بلا رقيب ولا عتيد سوف يمكّن أصحاب الأهواء من التحريف فيه ، بما يخدم أهواءهم ومصالحهم وخططهم!!
٣ ـ إن هذا الإعلان الواضح والصريح قد وضع حدا أمام التكهنات والتساؤلات عن طبيعة الموقف الذي سيتخذه النبي «صلىاللهعليهوآله» ممن أقدم على هذا العمل الخطير ، كما أنه قد رسم للناس طريقة التعاطي معه ، ومنع من الإفراط والتفريط الذي قد تنشأ عنه إثارات غير مسؤولة ، قد تضر في مسار الأمور كما يرضاه الله ورسوله ..