٤ ـ إن ذلك يبين لمن تسوّل له نفسه القيام بأمثال هذه التصرفات حجم الفضيحة التي ستواجهه ، وسيكون ذلك مؤثرا في الردع عن أي تصرف من هذا القبيل ..
٥ ـ إن هذا التهديد بفضيحة الوحي لمن فعل ذلك ، ولا يرضى بالإقرار والاعتراف العلني لا بد من أن يزيد من شعور الناس بالرقابة ، وعدم القدرة على إخفاء أمرهم لو سولت لهم أنفسهم الدخول في مغامرة كهذه ..
٦ ـ إن الأمر لم يقتصر على مجرد توجيه اتهام قولي للفاعل ، بل تعداه إلى تقديم الدليل الحسي على هذا الأمر ، وهو الكتاب الذي أخذه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بيده وهو على المنبر ، بحيث يراه كل أحد ، فلا تكهنات ولا اجتهادات ولا ظنون ، ولا حدسيات ، ولا مجال للوسوسات الشيطانية في هذا الأمر ..
٧ ـ إنه «صلىاللهعليهوآله» لم يكتف بإظهار الكتاب ثم تحديد الفاعل ، بل هو قد حمل الفاعل على أن يقر بنفسه بما فعل .. بصورة طوعية وهو يرتعد .. وذلك بعد أن ظهر تردده في البداية.
٨ ـ إن نفس دفاع حاطب بن أبي بلتعة عن نفسه ، قد أثبت الجريمة عليه ، ولم تعد هناك أي فرصة للتأويل والاحتمال والاجتهاد ، واستغلال الحدث في اتجاه انحرافي يسيء إلى القضية بنحو أو بآخر ..
٩ ـ إن اعتراف حاطب بما فعل ، إنما جاء تحت وطأة الكشف الرباني لما حصل ، حتى لقد حددت المرأة ، وحدد موقعها ، وأرسل الرجال في طلبها ، ولم يعد يمكن إخفاء أي شيء .. وذلك لا يدل على عمق إيمان حاطب ، بل هو يدل على هزيمته بعد أن أسقط في يده ..