الأمر الذي يشير إلى أنه قد يكون هناك اتفاق فيما بينه وبينهم على كل ما يجري ، إذا أردنا أن نظن أنه كان معهم من أول الأمر ، ثم لما رأوا الجيش أرسلوه إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فأسلم ، وتوسط لهم لديه ، ثم عاد ليأتي بهم. ولعله كان يظن أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يلتفت إلى طبيعة حركة العباس في التمهيد لاستسلام أبي سفيان.
والذي يدعونا إلى اعتماد هذا الاتجاه : أننا لا حظنا فيما سبق أن العباس كان من الطلقاء ، وأن الدلائل والشواهد لا تؤيد هجرته ولا حتى ملاقاته للنبي «صلىاللهعليهوآله» ، لا في ذي الحليفة ، ولا الجحفة ، ولا السقيا ، ولا الأبواء ، ولا .. ولا ..
وقد لا حظنا هنا أيضا ما يلي :
١ ـ إنه لا معنى لقولهم : إن العباس قد ذهب يبحث عن حطاب ، أو صاحب لبن ، ليرسله إلى أهل مكة .. إذ إن الوقت كان ليلا ، ولا يوجد حطاب ولا صاحب لبن في هذا الوقت ..
٢ ـ إن الحطاب أو صاحب اللبن إن كان من أهل مكة ، فإنه لا يأتي من مكة كل هذه المسافة ، بل هو يحتطب ويرعى في محيط مكة نفسها.
وإن كان ممن يسكن الأراك ، ومر الظهران ، فلماذا يبحث عن حطاب أو صاحب لبن (راع) ويترك سكان البيوت في تلك المنطقة ، فليقصدهم ، وليكلف واحدا منهم بهذه المهمة ..
٣ ـ إن أمرا بهذه الخطورة ، وقرارا بهذا الحجم ، وهو : أن يستسلموا ، ويسلموا مكة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» لا يصدق فيه حطاب ، أو صاحب لبن ، بل هو يحتاج إلى آراء الرجال التي يسكن إليها ، ويعتمد