أمّنت زينب بنت النبي «صلىاللهعليهوآله» زوجها أبا العاص ابن الربيع ، وقال «صلىاللهعليهوآله» : قد أجرنا من أجرت.
وقال : المؤمنون يد على من سواهم ، يجير عليهم أدناهم ..».
إلى أن قال : «إن أم هاني أجارت ، وإنه «صلىاللهعليهوآله» قال لها : أجرنا من أجرت يا أم هاني.
لكن سيأتي : أن هذا كان تأكيدا للأمان الذي وقع منه «صلىاللهعليهوآله» لأهل مكة ، لا أمان مبتدأ» (١).
ونقول :
أولا : إننا نعتقد : أن جواب الزهراء «عليهاالسلام» الذي يشير إلى أن الحسنين «عليهماالسلام» لا يجيران ، وبالنسبة لنفسها أيضا ، قد جاء على سبيل الجري على ما كان يراه أبو سفيان ، ومن هم على شاكلته ، فإنه إذا كان يرى : أن المرأة لا جوار لها ، ويرى : أن الحسنين «عليهماالسلام» كانا صبيين لا يجوز جوار هما عنده ، فلماذا يريد من هذه المرأة ، ومن ذلك الصبي أن يجير بين الناس؟!
ثانيا : إن للجوار مسؤولياته وتبعاته ، لأن المجير يتكفل بمن يجير ، ويتحمل أعباء وتبعات ما صدر منه .. ولم يكن ذلك ممكنا بالنسبة لفاطمة والحسنين «عليهمالسلام» ، فهناك قتلى وتعديات وظلم وقهر.
وقريش تنكر ذلك وتجحده ، وتمتنع عن الالتزام بأدنى شروط الجوار .. لأنها ترفض تحمل ديات المقتولين ، أو البراءة من حلف من تعدى ونقض العهد ..
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٣.