سريعا ولم أشعر ، فأجمع قومي ، فيكون لنا جلبة كثيرة. ولست أرى هيأة الحرب ، ولا أرى ألوية ولا رايات! فالعمرة تريد؟ فلا أرى هيأة الإحرام! فأين وجهك يا رسول الله؟!
قال : حيث يشاء الله.
وذهب وسار معه. ووجد الأقرع بن حابس بالسقيا في عشرة من قومه. فساروا معه ، فلما نزل قديدا عقد الألوية ، وجعل الرايات.
فلما رأى عيينة القبائل تأخذ الرايات والألوية عض على أنامله ، فقال أبو بكر : علام تندم؟
قال : على قومي ألا يكونوا نفروا مع محمد. فأين يريد محمد يا أبا بكر؟
قال : حيث يشاء الله.
فدخل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مكة يومئذ بين الأقرع وعيينة (١).
وذكر الواقدي : أنه لما نزل «صلىاللهعليهوآله» قديدا لقيته سليم ، وهم تسعمائة على الخيول جميعا ، مع كل رجل منهم رمحه وسلاحه.
ويقال : إنهم ألف (٢).
فقالت سليم : يا رسول الله ، إنك تقصينا ، وتستغشّنا ، ونحن أخوالك ـ أم هاشم بن عبد مناف ، عاتكة بنت مرة ، بن هلال ، بن فالح ، بن ذكوان ، من بني سليم ـ فقدمنا يا رسول الله حتى تنظر كيف بلاؤنا ، فإنّا صبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، فرسان على متون الخيل.
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٠٣ و ٨٠٤.
(٢) راجع : إمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٥٨.