الحكم مطلقاً من جانب ومقيّداً من جانب آخر ، كما إذا قال : أكرم إنساناً في المسجد ، فبما انّ الموضوع نفس الإنسان من دون تقييده بصنف فهو مطلق ، وبما انّ الإكرام مقيّد بكونه في المسجد فهو مقيد.
فإذا كان الميزان في الإطلاق والتقييد كون ما وقع تحت دائرة الحكم ، تمام الموضوع من دون فرق بين كونه دالاً على الطبيعة أو الفرد المنتشر أو العلم الشخصي فنحن في غنى عن البحث في مفاهيم «اسم الجنس» و «علمه» و «النكرة» إلى غير ذلك من المباحث التي تطرّق إليها الأُصوليون (١) في ذلك المقام لما عرفت من وجود الفرق بين العموم والإطلاق ، فالعموم مستفاد من اللفظ ، والإطلاق مستفاد بحكم العقل من خلال كون الشيء تمام الموضوع ، سواء أكان الموضوع هو اسم الجنس أو علمه أو النكرة أو العلم الشخصي.
ثمّ إنّ الكلام في اسم الجنس جرّ القوم إلى البحث عن الماهيات وأقسامها الثلاثة المعروفة من «لا بشرط» و «بشرط شيء» و «بشرط لا» ، لكنها بحوث فلسفية خارجة عن نطاق البحث الأُصولي ، والبحث فيها إنّما يوجب التطويل بلا داع.
وقد بسطنا الكلام فيها في محاضراتنا الأُصولية. (٢)
__________________
(١) كالمحقق الخراساني ومن جاء بعده وكان الجميع فيما حققوه عيالا لنجم الأئمة الرضي الاسترابادي في شرح الكافية فلاحظ.
(٢) المحصول في علم الأصول : ٢ / ٥٩٣ – ٦٠٠ وإرشاد العقول : ٢ / ٦٧٥.