واعتذر المحقّق الخراساني عن هذه الإشكالات بانّها تعاريف شرح الاسم وليست تعاريف حقيقية.
ويمكن أن يقال انّه لا مساس لهذه التعاريف بالمطلق في علم الأُصول لانّها مبنيّة على كون الإطلاق من المداليل اللفظية فعادوا يفسّرونه بما عرفت ؛ ولكن الحقّ انّ الإطلاق من المداليل العقلية وذلك لوجود الفرق بين العام والمطلق ، فانّ العام مع قطع النظر عن تعلّق الحكم بموضوع ، على أقسام ثلاثة. فتارة يدلّ لفظه على الشمول على نحو الاستغراق ، وأُخرى على نحو العام المجموعي ، وثالثة على نحو العام البدلي ، كلّ ذلك استلهاماً من اللفظ الموضوع وإن لم يتعلّق به الحكم. وعلى ذلك فالعام بأقسامه الثلاثة من المداليل اللفظية.
وأمّا المطلق فيعتمد في استنباطه على كون المتكلّم حكيماً غير ناقض لغرضه ، إذ لو كان هناك قيد وكان المتكلّم في مقام البيان لجاء به ، وعلى ذلك يكون البحث عن الإطلاق في مباحث الألفاظ بحثاً استطراديّاً لكون مصبِّه هو اللفظ.
إذا عرفت ذلك فالأولى تعريف الإطلاق والتقييد بما يرجع إلى الحكم المتعلّق باللفظ ، ويقال : إذا كان ما وقع تحت دائرة الحكم ، تمامَ الموضوع للحكم بلا حيثية أُخرى فهو مطلق لكونه مرسلاً عن القيد في موضوعيته ، وإلّا فهو مقيد.
فإذا كان هذا هو معنى الإطلاق ، فالمقوم للإطلاق والتقييد هو كون الشيء تمامَ الموضوع للحكم وعدمه ، سواء أكان الموضوع ، دالّا على الماهية المطلقة ، أو على الفرد المتوفَّر وجوده من ذلك الجنس ، أو على الفرد المعين (العلم) إذا كان له أحوال وأوضاع ، كما هو الحال في البيت العتيق ومشاهد الحجّ كعرفات والمزدلفة والصفا والمروة حيث يصحّ التمسّك بإطلاق أدلّة هذه الموضوعات الشخصية.
وبذلك يتبين أنّ الإطلاق والتقييد أمران إضافيان حيث يمكن أن يكون