يقف على أنّ الجميع صور مختلفة لمعنى واحد وهو إتقان العمل ، في مورد القضاء ، والإفهام بخفاء في مورد الوحي ، والباقي صور لهذين المعنيين ، ولذلك يجب على الفقيه ، ممارسة المعاجم ومطالعتها مع ما فيها من الخلل كمطالعة الكتب الفقهية والأُصولية حتى يخالط علمُ اللغة دمَه ولحمَه ، عندئذ يتسنّى له القضاء في اللغة ويميّز المعنى الحقيقي عن المجازي كما هو ديدن الأوائل من علمائنا كالصدوق والمفيد والمرتضى والطوسي والطبرسي ، فكانوا ذوي باع طويل في اللغة قبل أن يكونوا فقهاء.
٣. انّ الأوائل من مدوني اللغة كالخليل بن أحمد الفراهيدي (المتوفّى ١٧٠ ه) والجوهري (المتوفّى ٢٩٩ ه) قد أخذوا كثيراً من المعاني من ألسن سكّان البوادي الذين قطنوا الجزيرة العربية ، فإذا أخبر الخليل في كتاب العين عما سمعه من سكان البوادي ، يُصدَّق كما يصدَّق قوله في النحو والصرف والعروض وغيرها من العلوم العربية.