وعلى هذا تختلف قبلة المسلمين باختلاف الأقطار ، فقد تكون بالنسبة إلى أهل قطر في الغرب ، والى غيرهم في الشرق ، ومن أجل هذا اهتم المسلمون بأمر القبلة ، ووضعوا علما خاصا يسمى بعلم «سمت القبلة» بخلاف النصارى الذين يلتزمون دائما جهة الشرق ، واليهود جهة الغرب أينما كانوا ، حتى ولو استلزم ذلك ادبارهم لبيت المقدس.
وتسأل : إذا كانت الأمة تدخل في خطاب التكليف الموجه للرسول ، وخطاب التكليف للأمة يشمل الرسول ، فلما ذا الجمع بين الخطابين في آية واحدة ، وموضوع واحد ، وبدون فاصل أيضا ، حيث قال جل من قائل : فولّ ـ يا محمد ـ وجهك شطر المسجد الحرام ، وحيثما كنتم ـ أيها المسلمون ـ فولّوا وجوهكم شطره؟.
الجواب : ان التحول كان من الحوادث العظيمة في الإسلام ، كما انه جاء وفقا لرغبة الرسول الأعظم (ص) فأراد الله سبحانه أن ينبه الى ذلك ويؤكده بالتكرار ..
هذا ، الى ان التكليف هو بالأصالة لمحمد (ص) لأنه جاء مراعاة لرغبته ، وبالتبع لأمته.
متى يجب استقبال اهل القبلة؟
الكعبة قبلة لمن هو داخل المسجد الحرام الذي تقع الكعبة فيه ، والمسجد قبلة لأهل الحرم ، أي لأهل مكة وضواحيها ، والحرم أو الجهة التي هو فيها قبلة لأهل المشرق والمغرب.
ويجب استقبال القبلة في الصلاة اليومية ، وركعات الاحتياط ، والأجزاء المنسية من الصلاة ، وسجدتي السهو ، ولكل صلاة واجبة بما في ذلك ركعتا الطواف ، والصلاة على الميت ، ويجب الاستقبال أيضا بالميت عند احتضاره ودفنه ، وأيضا عند الذبح والنحر .. أما الصلاة المستحبة فيجب الاستقبال بها حال الاستقرار ، ولا يجب حال المشي والركوب.