عَلِيمٌ (٢٥٦) اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥٧))
اللغة :
الرشد اصابة الواقع ، ويستعمل في كل خير ، والمراد به هنا الايمان ، والغي ضد الرشد ، والمراد به في الآية الكفر ، لأن الكلام في الدين. والطاغوت مصدر بمعنى الطغيان ، مثل الملكوت والرحموت ، ويقع على الواحد والجماعة ، والمذكر والمؤنث ، والعروة من الدلو المقبض الذي يمسك به الآخذ ، ومن الثوب مدخل الزر ، والوثقى مؤنثة الأوثق ، وهو الأشد والأحكم ، والانفصام الانقطاع والانصداع.
المعنى :
(لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ). لو نظرنا الى هذه الكلمة مستقلة عن السياق لفهمنا منها ان الله سبحانه لم يشرع حكما فيه شائبة الإكراه ، وان ما يكره عليه الإنسان من أقوال أو أفعال لا يترتب عليه أي شيء في نظر الشرع لا في الدنيا ، ولا في الآخرة .. ولكن قوله تعالى : (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) الذي هو تعليل لعدم الإكراه يعين ان في هنا بمعنى على ، أي الإكراه على الدين ، مثل (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) ـ طه ٧١». أي على جذوع النخل .. وعليه يكون المعنى ان الإسلام لا يلزم أحدا باعتناقه قسرا واجبارا ، وانما يلزم الجاحد بالحجة والبرهان فقط : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) ـ الكهف ٢٩» : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ـ يونس ٩».
وتسأل : ان الدين لا يمكن أن يتعلق به إكراه ، لأنه من شئون القلب