والرازق ، فان معناه انه يخلق ، ولم يخلق ، ويرزق ، ولم يرزق .. لذا كان ليبنتز يسمي الله المهندس ، أي المخترع ، وأفلاطون يسميه الصانع ، اشارة إلى أنه خالق غير مخلوق.
ومنهم من استدل على وجود الله بنظام العالم وتنسيقه واطراد هذا النظام والتنسيق ، ويسمى هذا الدليل بالدليل الغائي.
ـ ملحوظة ـ يرى الكثير من علماء الطبيعة الجدد أن ظواهر الطبيعة لا يجوز تفسيرها بالعلة الغائية ، بل يتحتم تفسيرها بالعلة الفاعلية.
والجواب : انّا نستكشف وجود العلة الفاعلية من وجود العلة الغائية ، تماما كما نستكشف من ترتيب السرير ترتيبا هندسيا وجود النجار الخبير. ويتضح الجواب أكثر من تقرير الفرض الضروري فيما يلي :
ومنهم من اعتمد الفرض الضروري الذي يعتمده علماء الطبيعة وغيرهم في اكتشاف العديد من الحقائق ، ومن هذا الفرض نظرة الجاذبية التي اكتشفها نيوتن من سقوط التفاحة على الأرض .. فان جميع الافتراضات غير الجاذبية خاطئة ، وافتراض الجاذبية صحيح ، ومن هنا جزم نيوتن بوجودها.
أما تطبيق هذا الدليل على ما نحن فيه فهو انّا نشاهد نظام العالم وتماسكه واطراده ، وكل ما نفترضه لوجود هذا النظام غير الخالق الحكيم فهو فرض فاسد يرفضه العقل ، ولا يتقبل العقل إلا وجود خالق حكيم هو الذي نظّم ورتب ، واليك هذا المثال :
إذا رأيت اسمك مكتوبا في الفضاء بأحرف من نور ، ثم بحثت في كل جهة فلم تر أحدا ، فلا بد ان تفترض ان إنسانا عاقلا يوجد في مكان ما يملك آلة يستطيع بواسطتها أن يرسم أحرفا في الفضاء من نور متماسكة منسجمة .. وأي فرض غير هذا ، كالصدفة ، أو اصطدام سيارتين ، أو وجود بركان ، كل ذلك وما اليه يجرك الى الخطأ ، وعلى الأقل لا يركن اليه عقلك الا إذا افترضت وجود الشخص الذي يملك الآلة .. وهكذا الحال بالنسبة الى نظام الكون.
وأخطر كلمة وأوضحها كلمة «فولتر» ، حيث يقول : «ان فكرة وجود الله فرض ضروري ، لأن الفكرة المضادة حماقات». وقرأت في كتاب