قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو القاسم علي بن المظفر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن بن أحمد في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب أبرز عند والده المظفر في التربة التي فيها أبو إسحاق الشيرازي.
من ساكني باب المراتب ، كان والده يلقب بالأعز ، وكانوا حجابا ، سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي ، وأبا القاسم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ ، وغيرهما ، روى لنا عنه : ابن الأخضر ، وابن الحصري.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الأعز الظهيري ، أنبأنا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم ، حدّثنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (٢) : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقوم الجمعة إلى جذع منصوب في المسجد حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر شاور فيه ذوي الرأي من المسلمين ، فرأوا [أن] (٣) يتخذه قاعدة (٤) رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى يجلس على المنبر ، فلما فقد ذاك الجذع حن حنينا ، فقام رسول اللهصلىاللهعليهوسلم من مجلسه حتى جاءه فنظر إليه ومسه ، فهذا ثم لم نسمع له حنينا بعد ذلك اليوم (٥).
سألت أبا الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ بمكة عن أبي القاسم بن الظهيري، فقال : شيخ مهيب وقور ، دائم الصمت ، مليح الهيئة ، كان يخرج في كل جمعة إلى الجامع من بعد صلاة الصبح ، فخرج يوما من بيته بباب المراتب وكان صحيحا ، فلما وصل إلى البستان قعد ليستريح وأسند ظهره إلى الحلبية فمات فجأة ـ رحمهالله.
قرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي قال : سألته ـ يعني أبا القاسم الظهيري ـ
__________________
(١) نظر : الأنساب ٩ / ١٣٧.
(٢) في الأصل : «الأفصان».
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٤) هكذا في الأصل.
(٥) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٣ / ٣٢٤. وسنن الترمذي ٢ / ٢٠٣.