من ساكني نهر الطابق (١) ، شاعر مدح عضد الدولة قاضي القضاة أبا محمد بن معروف ، وجماعة من الملوك والوزراء ، وطبقته نازلة في الشعر ، وكان يتقدم على الشعراء ، وذكر أبو عبد الله الخالع أنه كان ماجنا مزّاحا يعاشر الأحداث (٢) ويحضر مجلس قاضي المردان ، ويعمل أشعار الهيف.
ومن شعره :
انظر إلى دجلة مستطرفا |
|
سكونها والقمر الساري |
كأنها من فضة وسطها |
|
ساقية من ذهب جاري |
وله في صفة الجسر :
كأنما دجلة والجسر وما |
|
مد من السفن له حتى وقف |
خيل على مرودها مربوطة |
|
رافعة رءوسها من العلف |
نزيل بيت المقدس ، ذكره أبو العباس النسوي أنه بغدادي ينزل بيت المقدس ، ويخدم الفقراء ويتعاهدهم إذا دخلوا عليه ، وكان قد صحب أبا عمران الطبرستاني ، وتأدب به وأخذ عنه طريقته ، وبقي على خدم الفقراء خمسين سنة إلى أن توفي ببيت المقدس سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وقد رأيته وكان حسن الخدمة والافتقاد خدمني وأحسن إليّ ، وروى النسوي في تلميذه هارون بن محمد عنه حكايات.
أظنه من أهل حلب ، كان صاحبا لأبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري ، روى عنه شعره ، روى عنه : أبو محمد الجوهري ، وأبو القاسم التنوخي.
أنبأنا أحمد بن يوسف القرميسيني ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، أخبرنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عبد الباقي الموصلي ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال : أنشدني أبو الحسن المعنوي الشيخ الأديب قال : أنشدني الصنوبري لنفسه :
__________________
(١) في الأصل : «الطالق».
(٢) في الأصل بدون نقط.