أنبأنا ابن مشّق ، أنبأنا علي بن معلّى النساج ، وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب بقراءتي عليه قالا : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن جعفر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن بوانة بحمص ، حدّثنا محمد بن خالد بن خلي (١) ، حدّثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن الزهري قال : أخبرني سحيم (٢) مولى بني زهرة ، وكان يصحب أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم في البيداء» (٣).
أنبأنا ابن مشّق ونقلته من خطه قال : مات علي بن معلّى (٤) النساج في ليلة الخميس تاسع عشري جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
من أهل واسط ، قرأ القرآن على أبي الفضل بن بسام ، وأبي بكر عبد الله بن منصور الباقلاني ، وأبي علي الحسن بن أحمد بن محمد الجوهري ولازمه وقرأ عليه طرفا صالحا من الأدب ، وسمع الحديث من القاضي أبي طالب محمد بن علي الكتاني ، وأبي القاسم علي بن محمد بن ماكن النحوي ، وأبي جعفر إقبال بن المبارك بن العكبري ، وغيرهم ، وقدم بغداد في صباه وقرأ بها الأدب على أبي الحسن بن العصار ، وأبي البركات الأنباري ، وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت الأبري ، ثم قدمها بعد ذلك واستوطنها ، وروى بها شيئا يسيرا ، ورأيته كثيرا ، وكان كاتبا في وقف المارستان ، وكان فاضلا حسن التلاوة للقرآن مجودا عارفا بالأدب ، له شعر حسن ، وكان متدينا صالحا حسن الطريقة طيب الأخلاق ساكنا.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي ، أنشدنا علي بن المعمر الواسطي لنفسه ببغداد :
يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما |
|
نسبت إلا بتحقيق وإيضاح |
فإنه بك إحياء القلوب كما |
|
عيسى المسيح به إحياء أرواح (٥) |
__________________
(١) في الأصل : «بن علي».
(٢) في الأصل : «أخبرني شحم».
(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٢ / ٣٨٨.
(٤) في الأصل : «معالي».
(٥) انظر : معجم البلدان ٨ / ٣٤٣.