أصله من جرباذقان ، وكان والده من وزراء الإمام القائم بأمر الله ، وعمه قاضي القضاة ، وأحب هو العلم منذ صباه ، وطلب الحديث ، وكان يحضر المشايخ إلى منزله ، ويسمع منه ويكتب بخطه ويحصل ، ثم أنه سافر في طلب الحديث إلى الشام وإلى الثغور والسواحل وديار مصر وبلاد الجزيرة والعراق والجبال وخراسان ، وما وراء النهر وما وراء ذلك من البلاد ، وحصل طرفا صالحا من علم الحديث ، وقرأ الأدب وبرع فيه ، وله النثر والنظم الحسن الجيد ، والمصنفات الملاح ، ونفذه (٢) الإمام المقتدي بأمر الله رسولا إلى سمرقند ، وبخارا لأخذ البيعة له على ملكهما طغاخ الخان ، وعاد إلى بغداد ، سمع ببغداد أبا طالب بن غيلان ، وبشرى بن عبد الله الفاتني ، وأبا القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين ، وأبا منصور محمد بن محمد بن السواق ، وأبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي ، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري ، وأبا الحسن محمد ابن عبد العزيز التككي ، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران ، والقاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، وأبا القاسم عمر بن الحسين الخفاف ، وجماعة أمثالهم ، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، وأبا القاسم الحنائي ، وبمصر الشريف أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون الحسيني ، والقاضي أبا عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ، وخلقا كثيرا غيرهم ، سمع منه أبو محمد عبد العزيز الكتاني ، وروى عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو عبد الله الحميدي ، وأبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ السّمرقندي ، والفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني ، وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بنان الرزاز ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني ، وأبو شجاع شيرويه بن شهر دار البطي ، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي ، وأبو
__________________
(١) انظر ترجمته في : الأعلام ٥ / ١٨٣. وفوات الوفيات ٢ / ١٨٥. ومعجم الأدباء ١٥ / ١٠٢.
(٢) في الأصل : «ففده».