كانت له معرفة حسنة بتعبير الرؤيا ، وسمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن منصور بن الموصلي ، وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ومن أمثالهما ، وحدّث باليسير ، رأيته كثيرا وسمعت كلامه في التعبير ، ولم أكتب عنه شيئا ، وكان حسن الأخلاق مليح الشيبة.
توفي فجأة في ليلة الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب ، وأظنه جاوز السبعين.
موصلي الأصل ، من ساكني درب الفالوذج ، وكان بزازا وخياطا بخان الصفة (٢) بسوق الثلاثاء ، ثم كبر وعجز فلزم منزله ، أسمعه أخوه الأكبر في صباه وعمر حتى انفرد بأكثر ما سمعه وبعامة شيوخه ، سمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال الوراق ، والحسين بن علي بن أحمد الخياط ، وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، وأبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي ، وأبا منصور محمد ابن عبد الملك بن الحسن بن خيرون ، وأبا المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن ، وأبا القاسم علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ (٣) ، وأبا البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي ، وأبا بكر محمد بن القاسم بن الظفر الشهرزوري ، وأبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، وأبا حفص عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي (٤) الرقي ، وجماعة غيرهم ، سمعت منه كثيرا ، وكان شيخا ساذجا لا بأس به.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الموصلي الخياط بقراءتي عليه ، أنبأنا إسماعيل بن أحمد الصوفي ، وعبد الخالق بن عبد الصمد أبو المعالي الصفار قراءة عليهما قالا : أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن ، حدّثنا
__________________
(١) انظر ترجمته في : التقييد ٢ / ٢٠٩.
(٢) في الأصل : «بحان الصفة».
(٣) في الأصل بدون نقط.
(٤) في الأصل : «شهاب العنوي».