وقوله «بسامراء» وإنما بنيت بعد علي بن موسى بزمان لأن عليّا مات سنة ثلاث ومائتين وبنى المعتصم سامراء سنة إحدى وعشرين ومائتين ، فإن المعتصم كان قد جددها ، وقد كانت قبل ذلك مدينة قديمة ، ويكون الرضا قد اجتاز بها قبل طلب المأمون له ، وأظنه بعيدا والذي يغلب على ظني أن الذي سمع منه اليماني بسامراء هو محمد بن علي بن موسى الملقب بالجواد ، فإنه كان بسامراء ، ومات ببغداد ودفن بمقابر قريش ـ فالله أعلم.
والذي دعانا إلى ذكر علي بن موسى في هذا الكتاب مع ضعف هذه الحكاية الخوف من أن يراها بعض العلماء فيقول هذا الرضا قد دخل سامراء ولم يذكره الخطيب ولا من ذيل عليه ، ويظن أننا جهلنا هذه الحكاية ولم تمر بنا فأوردناها وبينا عليها وأزلنا ظن من توهم أنها لم تبلغنا.
قال ابن جرير في تاريخه : فلما دخلت سنة ثلاث ومائتين شخص المأمون إلى طوس، وأقام بها عند قبر أبيه أياما ، ثم إن علي بن موسى أكل عنبا فأكثر منه فمات فجأة في آخر صفر ، فدفن عند قبر الرشيد ، وصلى عليه المأمون ، ودخل عليه بموته غم كثير.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين قال : كتب إلى هبة الله بن حمزة العلوي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه قال : سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول : استشهد علي بن موسى الرضا بسناباذ من طوس لتسع بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر منها مع أبيه موسى تسعا وعشرين سنة وشهرين وبعد أبيه عشرين سنة وأربعة أشهر ، وذكر غير ابن جرير أن الرضا خلف من الولد محمدا والحسن وجعفرا وإبراهيم والحسين وعائشة.
حدث ببغداد عن إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي ، روى عنه [أبو] (٢) حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي في «كتاب الضعفاء» من جمعه.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الشافعي ، أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك
__________________
(١) في الأصل : «الربعي».
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.