وفي هذه السنة بايع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي بالخلافة وخلعوا المأمون.
قلت : ولم يثبت عندي دخول علي بن موسى إلى بغداد لأن أحمد بن أبي طاهر قال في كتاب بغداد : إن المأمون كتب إلى علي بن موسى مع رجاء بن أبي الضحاك فقدم به على طريق البصرة ثم خرج من البصرة فأخذ على الأهواز ثم أخذ على جبال أصبهان ومضى إلى خراسان.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال : كتب إلى أبو الغنائم حمزة (١) بن هبة الله بن محمد العلوي ، أنبأنا الحاكم بن عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال : علي بن موسى بن جعفر الرضا ورد نيسابور سنة مائتين ، بعث أمير المؤمنين المأمون رجاء بن [أبي] (٢) الضحاك لإشخاصه من المدينة إلى البصرة ، ثم أمر بحمله منها إلى الأهواز ثم إلى فارس ، ثم إلى نيسابور على طريق بست ، وأمره أن لا يسلك به طريق الجبال ، فلما وافى الرضا نيسابور وأقام بها مدة والمأمون بمرو إلى أن أمر بإخراجه إليه ، ثم كان بعد ذلك ما كان ، فعلى هذا أن يدخل بغداد (٣).
وإنما ذكرناه في هذا الكتاب لحكاية أخبرناها القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني ، حدّثنا عبد الله ابن محمد بن عجلان اليماني العابد بالدالية قال : سمعت ابن علي بن موسى (٤) الرضا بسر من رأى يقول : الغوغاء قتلة الأنبياء (٥) والعامة اسم مشتق (٦) من العمى ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال (بل هم أضل).
وفي هذه الحكاية نظر من وجوه أحدها أن اليماني مجهول لا يعرف ، والراوي عنه فهو أبو الفضل الشيباني وهو ذاهب الحديث مشهور بالكذب والوضع ، ويبعد أن يروي عن واحد عن علي بن موسى الرضا ـ فالله أعلم.
__________________
(١) سيأتي أنه : «هبة الله بن حمزة».
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٣) هناك سقط من العبارة.
(٤) في الأصل : «ابن عبد الله بن موسى».
(٥) في الأصل : «فبله الأنبياء».
(٦) في الأصل : «مشق»