الشافعية والقائم بالمدرسة النظامية ببغداد ، كان متوحدا (١) منفردا ، قرأ القرآن والحديث والفقه والأصول واللغة والعربية ، وكان قطبا في الاجتهاد والفصاحة في الجدال والخصام ، أقوم الناس بالمناظرة وتحقيق الدروس ، وكان موفقا في فتواه ، وقد شاهدت له مقامات في النظم ، أبان عنها عن كفاية وفضل وافر جمل آل (٢) أبي طالب ، وقد روى أجزاء قربه (٣) وسماعه فيها محقق ، وكان صحيح المعتقد ، حسن الخلق والخلق ، وقورا عفيفا فصيحا حجة نبيلا.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي البركات بن السقطي بخطه قال : توفي السيد الإمام المرتضى أبو القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي في يوم الخميس العشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ، وكان المشار إليه في المذهب والخلاف والقيام بالنظر ومعرفة الغريب واللغة ، وإليه انتهت رئاسة الشافعية.
سمع القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، وحدث عنه بأحاديث أبي أحمد ابن الغطريف ، سمعها منه أبو المعالي عبد الملك بن علي بن محمد الطبري الهراسي ، وأخوه أبو جعفر محمد ، وأحمد بن محمد بن أحمد بن هالة (٥) الرناني الأصبهاني في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم الوزير أخو أبي الحسن محمد الذي تقدم ذكره ، كان أديبا فاضلا ، له النظم والنثر ، وله رسائل مدونة ، ولم أعلم له رواية في الحديث.
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال : ولد أبو القاسم علي بن المظفر بن رئيس الرؤساء في يوم الأحد ثالث شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
__________________
(١) في الأصل : «موحدا».
(٢) في الأصل : «حمل إلى».
(٣) هكذا في الأصل.
(٤) في الأصل : «الحو».
(٥) هكذا في الأصل
(٦) قد سبق أنه : «بن المسلمة».