ذكره أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي في معجم شيوخه ، وروى عنه حكاية ، ذكر أنه سمعها منه ببغداد.
شاعر مدح الإمام المستظهر بالله بقصيدة رأيتها بخطه ـ أولها :
نادى الرحيل منادي الحي فابتكروا |
|
كادت لذاك حصاة القلب تنفطر |
ثم استقلوا فلم أملك غداة نأوا |
|
نطقا لديهم فكان المخبر النظر |
أبدى الذي كانت الأسرار تضمره |
|
يوم الرحيل بدمع فيضه درر |
وأضحت الدار قفرى لا أنيس بها |
|
كأنها صحف عادية نكر |
ما أن تحير (١) جوابا أن دعوت بها |
|
وكيف ينطق رسم دارس دثر |
أبدت معالمها الأيام واختلفت |
|
فيها العواصف حتى ما بها أثر |
وكم عهدت بها والدار جامعة |
|
حورا من الإنس في ألحاظها حور |
إذا برزت رأيت الأرض مشرقة |
|
كأنما نثرت من فوقها درر |
تكنفن (٢) حمصا به كالغصن ناعمة |
|
ترنو بعيني ظبي في قلبه ذعر |
تصمي (٣) القلوب بنيل في تقلبها |
|
عن غير كف بقوس ما له وتر |
فالعين في خفة من حسن منظرها |
|
والقلب يصلى بنار دونها سقر |
كأنها بين أبواب خصصن بها |
|
بدر السماء حوتها الأنجم الزهر |
في صورة الشمس يغشى الطرف نزها (٤) |
|
وحسنا عن صفات الحسن معتبر |
هي التي سلبت لبى بمبتسم |
|
عذب المجاجة لا صاب ولا كدر |
غداة قالت لأتراب يلدن بها |
|
هذا قتيل غرام ما له خطر |
تراه يستر ما يلقاه من ألم |
|
ومن تهتك فيها كيف يستتر |
قضت على قضاء لا انقضاء له |
|
وليس ينفذ حتى تنفد العمر |
__________________
(١) في الأصل : «تخبر».
(٢) في الأصل بدون نقط.
(٣) في الأصل : «انحاظها».
(٤) في الأصل : «يربوا».