وسبعين ـ يعني وأربعمائة.
أنبأنا أبو البركات الزيدي ، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : توفي ثقة الدولة بن الإبري في يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، ودفن في داره برحبة الجامع ، وكان خيرا كثير الصدقة ، ثم نقل بعد موت زوجته شهدة فدفنا بباب أبرز (١) قريبا من المدرسة التاجية في محرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
من أهل الكوفة ، شاعر مجيد ، قدم بغداد ومدح الإمام المقتفي لأمر الله والوزير ابن هبيرة.
قرأت في كتاب «خريدة القصر» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه قال : أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى الزيدي الكوفي شيخ طويل ، شريف جليل ، نبيه ، كأن نظمه نسيم عليل ، أبو نسيم وسلسبيل ، أرق عبارة من غيرة من أرقه السوق وأحسن حلية من جيد ورقاء حلاها الطوق ، وفد الديوان العزيز في صفر سنة سبع وخمسين يخاطب على ملك له قد انتزع (٣). ورسم له قطع ، وكنا نجتمع في دار الوزير ابن هبيرة كل ليلة ننتظر إذنه للخواص في اللقاء وجلوسه لأهل الفضل ، وأما الرخاء فاستأنس الشريف بمجاورتي استيناسي بمجاورته وأتحفني من رقيق عبارته بيتين له في عمي العزيز رحمهالله في تكيته وهما :
بني حامد إن حار دهر أو اعتدى |
|
عليكم فكم للدهر عندكم وتر |
أجرتم عليه من أخافت صرونه |
|
فأصبح يستقصيكم وله العذر |
قال : ولم يزل الشريف لي جليسا ، يهدي إليّ من أعيان كلامه نفيسا ، إلى أن يتحر توقيعا (٤) لما توقعه ، واستخلص بملكه واسترجعه ، فركب إلى الكوفة مطى النوفة (٥) ،
__________________
(١) في وفيات الأعيان : «بباب أيزر».
(٢) انظر : شذرات الذهب ٣ / ٢٥١.
(٣) في الأصل : «ابترع».
(٤) هكذا في الأصل.
(٥) هكذا في الأصل.