ويذكر له كرامات ، وكان له قبول عظيم من العوام ، ويقال إنه عاش حتى ناهز مائة سنة من عمره ، وذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي في تاريخه : أن علي ابن الحسن الزاهد مات في يوم الجمعة الرابع عشر من جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمسمائة ، ودفن يوم السبت بزريران على حادة الحاج (١) ، قال : كان شيخا صالحا.
من أولاد الأتراك البغدادية ، كان من حجاب الديوان العزيز ، حفظ القرآن في صباه ، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، وصحب مكي بن أبي القاسم بن الغراد (٢) ، وسمع بافادته من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي ، وأبي محمد محمد بن عبد الكريم بن المادح ، وأبي القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن فورجة الأصبهاني ومن جماعة غيرهم ، كتبنا عنه ، وكان متدينا صالحا منقطعا عن الناس ، كثير العبادة ، حسن الصمت.
أخبرنا علي بن النفيس بن نورندار قراءة عليه ، أنبأنا عبد الأول بن عيسى السجزي ، أنبأنا أبو عدنان القاسم بن علي بن محمد القرشي ، أنبأنا أبو بشر الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر القهندزي (٣) ، أخبرنا محمد بن جعفر ، حدّثنا محمد ابن أحمد بن أبي العوام ، حدّثنا أبي ، حدّثنا داود بن عطاء المديني ، حدّثني [عمر] (٤) بن صهبان ، حدّثني صفوان بن سليم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «كل عين باكية [يوم القيامة] (٥) إلا عين غضب عن محارم الله وعين سهرت(٦) في سبيل الله ، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله» (٧).
سئل أبو الحسن بن نورندار عن مولده فقال : في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين
__________________
(١) في الأصل : «حاده إلحاح».
(٢) في الأصل : «الغراه».
(٣) في الأصل بدون نقط.
(٤) ما بين المعقوفتين مطموس بالأصل.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٦) في الأصل : «شهدت».
(٧) ـ انظر الحديث في : الجامع الصغير للسيوطي ٢ / ٨٠.