يا موقد النار يذكيها ويخمدها |
|
قر الشتاء بأرواح وأمطار |
قم فاصطل النار من قلبي مضرمة |
|
بالشوق تغن بها يا موقد النار |
من أهل الفاخرانية ، قرية من أعمال واسط. قدم بغداد واستوطنها ، وقرأ القرآن وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، وسمع الحديث من أبي الحسين بن يوسف ، وشهدة الكاتبة ، وخديجة بنت النهرواني ، وأمثالهم ، وكان فقيها فاضلا متدينا حسن الطريقة ، وقد سمعت منه الحديث ولا أعرفه.
قرأت بخط أبي القاسم عبيد الله بن المبارك بن الشيبي قال : أنشدني أبو الحسن علي بن هلال بن خميس الفاخراني الواسطي :
صبغت دواتك من يوميك فاشتبهت |
|
على الأنام ببلور ومرجان |
فيوم سلمك مبيض بصفو يدي |
|
ويم [حربك] (١) قان بالدم القاني |
توفي الفاخراني يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.
ذكر عبد المنعم بن أبي نصر الباجسرائي الفقيه أنه رأى الفاخراني في المنام بعد موته فقال له : ما فعل الله بك؟ قال : احترمني كما يحترم الفقهاء ، وأذن لي أن آكل وأشرب ، ولا أبول ولا أتغوط.
صحب أبا الحسين بن سمعون الواعظ ، وقرأ الأدب على أبي الفتح بن جني ، وسمع من أبي عبيد الله المرزباني وغيره ، وكانت عنده معرفة بتعبير الرؤيا ، وكان يقص على الناس بجامع المنصور ، وكان له نظم ونثر حسن ، وإليه انتهت الرئاسة في حسن الخط وجودة الكتابة ، واتخذ لنفسه [طريقة] (٣) اقتدى الناس به فيها وشبهوا بخطه ، ونال من رفيع الذكر وسمو المرتبة في الخط ما لم ينله أحد من أبناء جنسه ، ورزق من حلاوة الخط وعبرته وعلا قيمته وتهافت الناس عليه ما لم يرزقه من كان قبله من الكتاب.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٢) انظر ترجمته في معجم الأدباء ١٥ / ١٢٠. والعبر ٣ / ١١٣.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.