المناظرة ، قرأ الفقه على أسعد الميهني وأبي منصور ابن الرزاز ، وسمع الحديث من والده ومن أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان ، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم ، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة فقبل شهادته ، وخرج عن بغداد قبل موته بسنين ، ودخل الشام فأقام بها مدة ، ثم توجه إلى بلاد الروم ، وتولى القضاء هناك بمدينة قونية (١) ولم يزل بها إلى أن توفي ، ولم يكن محمود السيرة ، وما أظنه روى شيئا من الحديث.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ـ ونقلته من خطه قال : أنشدني أبو الحسن علي ابن هبة الله بن البخاري العدل ، أنشدني أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالي لبعضهم :
أظلت علينا منك يوما سحابة |
|
أضاءت لنا برقا وأبطأ رشاشها |
فلا غيمها يجلو فناس طامع |
|
ولا غيثها يأتي فيروى عطاشها |
أنبأنا عبد الوهاب الأمين ونقلته من خطه قال : أنشدني أبو الحسن علي بن هبة الله بن محمد بن البخاري :
سقى ليلة بالأبرقين وهجعة |
|
ندى الإبل من وادي الأراك سكوب |
ليالي تدعوني العواذل في الهوى |
|
فأعصى ويدعوني الهوى فأجيب |
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : مولد علي بن هبة الله ابن البخاري في سنة سبع وتسعين وأربعمائة ، أجاز لي.
أنبأنا أبو البركات اليزيدي ، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : سنة خمس وسبعين وخمسمائة في هذه الأيام ـ يعني أوسط المحرم ـ وصلت الأخبار بموت أبي الحسن بن البخاري ؛ توفي في شعبان سنة خمس وستين وخمسمائة ـ والله أعلم بالصواب.
__________________
(١) في الأصل : «قوينة».