من أهل أسترآباذ ، قرأ الأدب على أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الجرجاني بن بنت الإسماعيلي (٢) حتى برع فيه ، ولقب بالفصيحي لكثرة إعادته كتاب «الفصيح» لثعلب ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، ودرس بها الأدب بالمدرسة النظامية بعد أبي زكريا التبريزي ، وسمع شيئا من الحديث من أبي الحسين عاصم بن الحسن الشاعر ، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري ، وروى «الجمل» لعبد القاهر و «المسجر» في النحو له ، وغير ذلك من مصنفاته عنه. روى عنه : الشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي ، وأبو طاهر السلفي ، ومنوجهر بن تركانشاه الكاتب.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الصوفي بالقدس ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي ، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لبعض النحويين :
النحو شؤم كله فاعلموا |
|
يذهب بالخير من البيت |
خير من النحو وأصحابه |
|
ثريدة تعمل بالزيت |
قال : وسمعت الفصيحي يقول : وقال له بعض الفقهاء : حفظت «الإصلاح» ونسيته ، فقال : النسيان فعل ولكن فعل مدبر كما حكى عن بعضهم. وسئل عن مسألة فقال : لا أدري ، ولا أدري نصف العلم ، فقال : نعم ، هو النصف الآخر.
أنبأنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي بالقاهرة ، أنبأنا أبو طاهر السلفي ، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لابن نباتة :
وأعيش بالبلد الذي لو أنه |
|
دمع لما رويت به الآماق |
ويزيدني عدم الدراهم عفة |
|
وعلى الدراهم تضرب الأعناق |
قرأت على عبد اللطيف بن عبد الوهاب المقرئ ، عن الشريف أبي علي الحسن بن جعفر المتوكلي قال : حدثني الشيخ الإمام الفصيحي وقت قراءتي عليه ديوان أبي الطيب المتنبي وهو ابن عبدان السقاء ، قال : قدم بعض الأشراف من الكوفة فدخل إلى مجلس فيه المتنبي فنهض الناس كلهم له سوى المتنبي ، فجعل كل واحد من الحاضرين
__________________
(١) انظر ترجمته في : وفيات الأعيان ٣ / ٢٤. ومعجم الأدباء ١٥ / ٦٦ ـ ٧٥. وبغية الوعاة ٣٥١ ـ ٣٥٢
(٢) في إنباه الرواة ٢ / ١٨٨ : «ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي».