بها ، حدّثنا أبو يعلى الأبلي ، حدّثنا محمد بن الوليد القرشي الثقفي ، عن أيوب ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ما من أيام أحب إلى الله تعالى فيهن العمل الصالح من هذه الأيام» ـ يعني عشر ذي الحجة ، قالوا : يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : «ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع إلى ذلك بشيء» (١).
قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي ، قال لي أبو منصور محمد بن علي بن منصور بن القراء : القراء لقبه لجدنا لكثرة قراءته ، فقلت له : هو لفظ موضوع للجمع ، فقال : يا مغفورا له! أليس يقول رجل هذا للمبالغة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو الحسن علي بن منصور بن القراء القزويني المؤدب في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
أصبهاني الأصل ، قرأ اللغة على أبي الحسن بن العصار ، وأبي البركات الأنباري ، وغيرهما ، وكان يحفظ «المجمل» لفارس طاهرا قرأه على ابن العصار في مدة يسيرة من حفظه ، وكان ينقل اللغة نقلا صحيحا ، وتفرد بمعرفتها في وقته ، ومات ولم يخلف مثله ، وكان قد سمع الحديث من عمه أبي حنيفة محمد بن عبد الله الخطيبي الأصبهاني لما قدم بغداد حاجّا ، وامتنع من الرواية فلم يحدث ، وكان يسكن بالمدرسة النظامية ، وكان سيئ الطريقة متهاونا بأمور الدين ، عليه ظلمة ، وله شعر لا بأس به.
أنشدني علي بن الحسين بن علي السعدي بسنجار قال : أنشدني أبو الحسن علي ابن منصور اللغوي لنفسه :
فؤاد معنى بالعيون الفواتر |
|
وصبوة باد مغرم بالحواضر |
سميران ذادا عن جفون متيم |
|
كراه وباتا عنده شر سامر |
__________________
(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١ / ٩٤.
(٢) انظر ترجمته في : معجم الأدباء ١٥ / ٨١ ـ ٨٣. وإنباه الرواة ٢ / ٣٢١. وبغية الوعاة ص ٣٥٦.