بسم الله الرّحمن الرّحيم
[قال] (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء ، كلما ذهب نبي خلفه نبي ، وإنه [ليس] (٢) بكائن بعدي نبي» ، قالوا : يا رسول الله! فما يكون؟ قال : «يكون خلفاء ويكثرون» قالوا : يا رسول الله! فما نصنع؟ قال : «أوفوا بيعة الأول فالأول ، أدوا الذي عليكم ، ويسألهم الله [عن] (٣) الذي عليهم» (٤).
قاضي القضاة ابن قاضي القضاة أبي عبد الله ، تفقه على والده ، وشهد عنده في الثامن من شهر رمضان سنة ست وستين وأربعمائة. فقبل شهادته وقلده القضاء بباب الطاق وعمره ست عشرة (٦) سنة ، ولم يسمع أن قاضيا تولى القضاء أصغر منه سنا ، ثم ولاه والده القضاء بربع باب الأزج في محرم سنة أربع وسبعين وأربعمائة ، ولم يزل على القضاء إلى [أن] (٧) توفي (٨) والده وولي الشامي قضاء القضاة وعزل نفسه عن القضاء ، فبعث إليه الشامي يقول له : أنت على عدالتك وقضائك ، فنفذ إليه يقول : أما الشهادة فإنها استشهدت ، وأما القضاء فقضى عليه ، وانقطع عن الولاية ، ولازم الاشتغال بالعلم إلى أن قلده الإمام المستظهر بالله قضاء القضاة بعد موت الشامي في يوم الأحد ثاني عشري شعبان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، وبقي على قضاء القضاة
__________________
(١) الأصل المخطوط ناقص من أوله ، وهي النسخة الوحيدة بمكتبة باريس. وما بين المعقوفتين ليست في الأصل ، وزيدت من المصادر.
(٢) بياض في الأصل مكان «ليس» وزدناها من المصادر.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٤٩١. وصحيح مسلم ٢ / ١٢٦ ، ومسند أحمد ٢ / ٢٩٧. وسنن ابن ماجة ٢١٢.
(٥) انظر ترجمته في : النجوم الزاهرة ٥ / ٢١٩. والجواهر المضية ١ / ٣٧٣. والعبر ٤ / ٣٠.
(٦) في الأصل : «سنة عشر»
(٧) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(٨) في الأصل : «في» تصحيف.