سائل خرابا عن رباع كنده |
|
أين الجماعات وأين العدة |
بادوا وخلوا دورهم منهدة |
|
لم يبق منهم كاتب بمده |
متى إلى الله تكون الرده |
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني قال : علي بن هبة الله ابن عبد السلام الكاتب أبو الحسن شيخ كبير من بيت الرئاسة والتقدم ، واسع الرواية ، صاحب أصول حسنة مليحة ، سمع الحديث بنفسه وأكثر منه ، ونقل بخطه وجمع ، وكان له خط مليح واسع ، مقروء على طريقة كتاب العراق ، وأكثر سماعاته بقراءة ابن الخاضبة ، قرأت عليه الكثير وكتبت عنه ، سألته عن مولده فقال : سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال : توفي أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام يوم الثلاثاء سادس رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، وصلى عليه ابنه في جامع القصر يوم الأربعاء ودفن بمقابر الشهداء ، وكان مولده في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
كان يلقب بالقوام ، وكان من الأعيان ، ثم تولى النظر بالمناثر (١) مدة ، ثم جعل مشرفا على ابن يونس الوكيل بباب الحجرة ، تولى الوكالة للأمير أبي نصر محمد بن الإمام الناصر لدين الله مدة ثم عزل ، سمع الحديث في صباه من أبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ ، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن السجزي ، وحدث باليسير ، رأيته كثيرا ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئا ، وكان شيخا مهيبا مليح الهيئة جميلا.
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي : أنه أخرج عن البصرة منفيا عن بغداد في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فحبس هناك إلى أن بلغنا وفاته في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين ، قلت : ولعله قارب السبعين من عمره ـ والله أعلم.
__________________
(١) في الأصل : «المياثر»