جود اسم الله تعالى! فان أبا عبد الله مالك بن أنس الفقيه كتب إلى كتابا قال فيه : ورد على كتابك فرأيتك قد استخففت باسم ربك وكتبته غير مبين من غيره وقد سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول : سمعت ابن عمر يقول : كان عثمان بن عفان يكتب بين يدي النبيصلىاللهعليهوسلم فرآه يخفف خطه ولا يبين حروفه ، فقال له : يا عثمان : إنما عميت أو خففت من الحروف فلا تعم ولا تخفف اسم ربك فإني ضامن لمن بينه وجوده وعظمه قصرا في الجنة.
قال السلامي : وهذا حديث منكر.
من أهل باجسرى ، وهو أخو عبد الجبار بن يحيى (١) الذي تقدم ذكره ، كان شيخا صالحا مجاورا بالمسجد الجامع بباجسرى منعكفا على العبادة ، وحدث بالإجازة عن أبي بكر المزرفي ، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال حديثا أوردناه في ترجمة أخيه.
من أهل البندنيجين ، سكن بغداد مدة وسمع بها كتاب «الصحيح» للبخاري من أبي الوقت الصوفي ، وعلت سنه ولم يرو شيئا فيما أعلم ، وكان متزهدا متنسكا متغطيا في منزله لا يخرج منه ولا يراه أحد ، ويبقى أياما لا يأكل الطعام ، اتهم أن بعض الأمراء أودع عنده مالا فقبض عليه وحمل إلى البندنيجين وعوقب وأخذ المال منه ، وبقي محبوسا هناك مدة طويلة إلى أن توفي في محبسه في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وستمائة ، وقد نيف على الستين.
من أولاد المحدثين ، حدث هو وأبوه وجده ، وقد قدمنا ذكره ، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير من والده ومن آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، وهبة الله بن عبد الواحد بن أحمد الواسطي ، وإسماعيل ابن أحمد بن السّمرقندي ، وأبي غالب أحمد ، وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد
__________________
(١) في الأصل : «عبد الجبار بن عبد الجبار».