من أهل قرية براندس (٢) على نهر عيسى فوق المحول ، سكن باب البصرة ، وقرأ القرآن وتفقه ، وكان حسن التلاوة محققا ، له معرفة بالقراءات ، وقد حصل طرفا صالحا من المذهب ، وسمع الحديث بعد الأربعين من عمره من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب بن البناء وأبي القاسم بن السّمرقندي ، وأبي البركات الأنماطي وغيرهم ، روى لنا عنه غير واحد ، وكان عبدا صالحا.
أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي بأصبهان ، أنبأنا الفقيه الزاهد أبو الحسن علي بن محمد بن علي البراندسي بقراءة والدي عليه ومن لفظه وأنا أسمع ببغداد في صفر سنة تسع وخمسين وخمسمائة قال (٣) : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه ، وأخبرنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصوفي ، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا حسين وأحمد بن عبد الملك قالا : حدّثنا عبيد الله (٤) يعني ابن عمرو ، عن (٥) عبد الكريم ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل حمام لا يريحون رائحة الجنة» (٦).
قرأت في كتاب معجم مشايخ أبي عبد الله محمد بن محمود الحراني بخطه قال : أنشدني شيخنا أبو الحسن البراندسي لغيره ولم يسمه :
أما لو قصدت (٧) الله في كل حاجة |
|
بصدق يقين لم تفتك المطالب |
ولكنما أملت من ليس مثله |
|
يؤمل فانسدت عليك المذاهب |
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال : ذكر من توفي في هذه السنة ـ
__________________
(١) انظر ترجمته في : شذرات الذهب ٤ / ٢٨٦. والتقييد لابن نقطة ٢ / ٢٠٨.
(٢) في الأصل : «براندين» تصحيف.
(٣) في الأصل : «قالا».
(٤) في الأصل : «عبد الملك» تصحيف ، والتصحيح من المصادر.
(٥) في الأصل : «يعني ابن عمر بن عبد الكريم» خطأ.
(٦) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢ / ٢٢٦. وسنن النسائي ص ٧٥٨. ومسند الإمام أحمد ١ / ٢٧٣.
(٧) في الأصل : «تصدق».