أخو محمد الذي تقدم ذكره وهو الأصغر ، من أهل باب الأزج ، ولي في الأيام الناصرية الشرطية ببغداد مدة ، ثم ولى ديوانا من دواوين السواد فظلم الناس وسفك الدماء وانتهك المحارم ، فلما توفى الإمام الناصر قصده الناس في داره وأرادوا قتله فهرب إلى دار الخلافة ، فاختفى فيها ، ونهبت داره وألقى فيها النار ، ثم إن الإمام المستنصر بالله قلده النظر في المظالم ، ورتبه حاجبا بالباب النوبي في يوم الثلاثاء العشرين من شوال سنة تسع وعشرين وستمائة ، وعزل في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ، وذكر لي أن له معرفة بالأدب ويقول الشعر.
توفي ليلة الأربعاء لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة ، وصلّي عليه من الغد بالنظامية ودفن من الغد.
جارنا بالظفرية ، سمع شيئا من الحديث من أبي الفضل عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، كتبت عنه.
أخبرنا علي بن معالي النجار ، أنبأنا عبد الملك الهمداني ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الدوني ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد السني ، أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن شعيب النسائي ، أنبأنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا بكر بن مضر ، عن ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري : أنه سمع رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك بما يكره فإنها من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره» (٢).
توفي علي بن معالي في رجب سنة ثمان عشرة وستمائة ، وقد قارب الثمانين.
من أهل باب البصرة ، سمع أبا القاسم الحريري ، وحدث باليسير ، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن البيع.
__________________
(١) في الأصل : «بن معاد».
(٢) انظر الحديث في : سنن الدارمي ص ٢٧٣.