قرأت على أبي محمد الأمين قال : عن أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال : أنشدني أبو الثناء بن محمد الكلوذاني لنفسه :
قد خلت الدنيا من الناس |
|
أين أولوا المعروف والناس |
لا أحد يرجى ولا يتقي |
|
الحمد لله على الناس |
ذكر لي أن جده كان (١) من أهل سجستان ويقال : إنه السجزي ، فأبدله العوام فقالوا : الشكري فعرف به ، كان يتولى فيء البندق ، وقرأ الأدب على شيوخنا وقال الشعر ، وسمع كثيرا من الحديث ، وكتب الأدب من شيوخنا كأبي الفرج بن كليب وأبوي القاسم ذاكر بن كامل وابن بوش وأمثالهما ، وكتب بخطه كتبا ، ثم إنه سافر إلى الشام وديار مصر وكان صديقنا ، وكان حسن الأخلاق متوددا ، وأقام هناك مدة طويلة وجالس الأدباء والفضلاء ، وكان يتجر ، ويروى هناك شيئا من مسموعاته ، ورأيته بدمشق ومصر ، وكان صديقنا وكان حسن الأخلاق متوددا محبا لأهل العلم وأهله ، قدم بغداد في سنة خمس وعشرين وستمائة ، وأقام بها إلى حين وفاته وحدث ، وكتب الناس عنه ، وعلقت عنه شيئا يسيرا ولم يكن به بأس.
أخبرني علي بن محمد القواس ، أنبأنا علي بن يحيى بن علي الكاتب قال : كتب إلى أبو سعد محمد بن محمد المطرز ، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد قالا : أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قراءة عليه ، حدّثنا محمد بن حميد ، حدّثنا حامد بن شعيب ، حدّثنا بشر بن الوليد ، حدّثنا عثمان بن مطر ، عن معمر بن راشد ، عن خلاد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله» ، قالوا : بلى يا رسول الله! قال : «أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس».
سألت أبا الحسن القواس عن مولده فذكر أنه يكون تقديرا في سنة خمس وستين وخمسمائة ببغداد.
وتوفي في شهر رمضان من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
__________________
(١) في الأصل : «أن جده كان جده من ...».