أنبأنا أبو القاسم الأزجي ، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بقراءتي عليه قال : مات أبو الحسن علي بن محمد ابن الفرج يعرف بالغربلاني ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الحادي عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة ، وحدث بيسير عن ابن (١) شاهين ، ولد سنة سبع وستين وثلاثمائة.
حكى عن إبراهيم الحربي ، روى عنه أبو عبد الله بن بطة العكبري.
قرأت في كتاب ابن بطة قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن فورين ، وأبا الفتح بن بنت أبي القاسم بن منيع يقولان : سمعنا أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول : الناس كلهم عندي عدول إلا من عدله القاضي.
مولده ومنشؤه باليمن ، وطرأ إلى الشام ، وسافر منها إلى العراق وإلى الجبل ، ولقي الصاحب بن عباد ، وانتحل مذهب الاعتزال وأقام ببغداد ، وروى بها شيئا من شعره ، ثم عاد إلى الشام وتنقل في بلادها ، وتقلد الخطابة بالرملة ، وتزوج بها ، وكانت نفسه تحدثه بمعالي الأمور ويحدثه إليها ، وكان يكتم نسبه فيقول تارة إنه من الطالبيين ، وتارة من أبي أمية ، ولا يتظاهر بشيء من الأمرين.
وذكر أبو الخطاب الجبلي (٣) أنه كان أديبا فاضلا شاعرا متورعا ظلف النفس متدينا متقشفا ، يطلب الشيء بوجهه ولا يريده إلا من حله وبلغ من تورعه أنه كان نسخ شعر البحتري ، فلما بلغ إلى أبيات هجو امتنع من كتبها وقال : لا أسطر بخطي مثالب (٤) الناس ومساويهم تحرجا (٥) من ذلك.
أخبرني أحمد بن أبي بكر الحافظ ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي قراءة عليه ، عن أبي
__________________
(١) في الأصل : «عن أبي شاهين».
(٢) انظر ترجمته في : شذرات الذهب ٣ / ٢٠٤ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٦٠ ـ ٦٢. والمستفاد ص ١٩٩. والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٦٣. والأنساب ٣ / ١٠٠. وهدية العارفين ١ / ٦٨٦. والأعلام ٥ / ١٤٥.
(٣) في الأصل : «الحيلي».
(٤) في الأصل : «سالب».
(٥) في الأصل : «محرجا».