كان والده يلقب بعز الدين ، وقد تقدم ذكره ، سمع الحديث في صباه من أبي الفتح ابن البطي ، وأبي محمد بن الرخلة وأمثالهما ، وخرج عن بغداد قديما وسكن الشام مدة ، وحدث بدمشق ، سمع منه رفيقنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ، ولما دخلت دمشق في رحلتي الأولى ، كان قد سافر إلى آمد فلم أصادفه ، وذكر لي أنه كان عسرا في الرواية.
حدثني محمد بن عبد الواحد المقدسي من لفظه في منزله بحبل قاسيون ظاهر دمشق ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة من لفظه ، أنبأنا أبو محمد صالح بن المبارك بن الرخلة قراءة عليه ببغداد في ذي الحجة سنة سبع وستين وخمسمائة.
وأخبرنا أحمد بن أبي بكر الشاهد أبو عبد الله بن سعد الوراق ، وعبد الله بن منصور العدل ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، حدّثنا أبو عبد الله المحاملي ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي ، حدّثنا ابن علية ، حدّثنا معمر بن فراس ، عن الشعبي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين : رجل آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها ، ثم أعتقها فتزوجها ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده» (١).
سألت أبا البركات [بن] (٢) علي بن محمد بن هبيرة عن وفاة والده فقال : توفي بآمد في يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة تسع وستمائة ، وكان في عشر السنين.
حدث عن الحارث بن محمد بن أبي أسامة وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
كتب إلى عبد الرحمن بن علي الأنصاري : أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أخبره ، عن القاضي أبي الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الكسائي الهمداني ،
__________________
(١) انظر الحديث في : سنن الدارمي ص ٢٩٠.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.