وفاتر الطرف في ألحاظه مرض |
|
بها من السقم ما عندي من السقم |
تدمى بإيماء ألحاظي وما ألمت |
|
وبين جنبي منها غاية الألم |
أسكنته (١) حيث لا يدري الوشاة به |
|
فما أمنت عليه القذف بالتهم |
بححنا (٢) في السويداء غير أن له |
|
محجة بين صدري واختلاف فمي |
وأنشدني علي بن الطستاني لنفسه :
لا رأت عيني إن كانت رأت |
|
صورة أحسن من صورته |
وهو يصطاد الكرى عن جفنه |
|
قاعدا أذهب من رقدته |
شيم الليل فأبدى وجهه |
|
فأضاء الأفق من بهجته |
وانجلى عنه الدجى محتشما |
|
فارتقى يعرج في وفرته |
قرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال : قال أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون : توفي علي بن الطستاني الشاعر الأنباري سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
كان يسكن بدار بطيخ بالجانب الغربي ، له مسجد هناك معروف به اليوم ، وكان بيته إلى جانبه ، كان من عباد الله الصالحين المنقطعين إلى العبادة والاشتغال بالله عزوجل مشهورا بذلك.
ذكر شيخنا أبو الفرج بن الجوزي أنه مات في شهر ربيع الآخر من سنة خمس عشرة وخمسمائة ، ودفن في بيته إلى جانب ، وكان يوما مشهودا.
من ساكني أوانا ، ذكره أبو عبد الله الكاتب الأصبهاني.
أنبأني الكاتب أبو عبد الله ونقلته من خطه ، قال : أنشدني أبو هاشم عمرو لعلي ابن المأمون قال : كتب إلى علي البديهي :
يا موحشي وخياله عندي |
|
لا ذقت ما ألقى من البعد |
فارقت شخصك والفراق له |
|
وقع كوقع الصارم الهندي |
__________________
(١) في الأصل : «أسكه».
(٢) هكذا في الأصل.
(٣) انظر ترجمته في : المنتظم ٩ / ٢٣٠.