السبت الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وكان شابا.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وحدث بيسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرئ على أبي البركات بن أبي المحاسن القرشي ، عن أبيه وأنا أسمع ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي البشائر ، وأنبأنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن علي قراءة عليه قالا : أنبأنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا ابن أبي ليلى ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي رضياللهعنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ بنا القرآن ما لم يكن جنبا (١).
وأنبأنا أبو البركات ، عن أبيه قال : سألت أبا الحسن بن أبي البشائر عن مولده فقال: في حادي (٢) عشري رمضان من سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
من أهل الحلة السيفية ـ هكذا رأيت نسبه بخط يده ، قدم بغداد وأقام بها طالبا للعلم ، فقرأ النحو على أبي محمد بن الخشاب ، واللغة على أبي الحسن بن العصار ، وكان يحفظ اللغة حفظا جيدا ، وقرأ الفقه على مذهب الشيعة حتى برع فيه وصار يدرسه ، وكان كاتبا بليغا شاعرا مجيدا.
وذكر لي الحسن بن معالي الحلي النحوي أنه كان متدينا ، كثير الصّلاة بالليل ، وفيه سخاء ومروءة ، سافر إلى مدينة النبي صلىاللهعليهوسلم وأقام بها ، وصار كاتبا لأميرها ، ثم قدم الشام ومدح ملكها صلاح الدين يوسف بن أيوب ، ذكره أبو عبد الله الكاتب في كتاب «الخريدة» ، وأورد له هذه الأبيات من قصيدة
__________________
(١) انظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ١ / ٨٣.
(٢) في الأصل : «في جمادى».
(٣) انظر ترجمته في : معجم الأدباء ١٥ / ٧٥. وبغية الوعاة ص ٣٥٢