المنى حتى برع فيه وأفتى وناظر ، وكان موصوفا بالزهد ، توفى في الحادي والعشرين من صفر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.
كان أديبا فاضلا بليغا مليح النظم والنثر ، له رسالة في الصيد والقنص مليحة ، رواها لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أنشدنا عبد الرحمن بن عمر ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه :
هذا الربيع يسدى من زخارفه |
|
وشيا يكاد على الألحاظ يلتهب |
كأنها هي (١) أيام الوزير غدت |
|
مجليات بما يعطي وما يهب |
أنشدنا ابن الغزال ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه :
نسج الربيع لربعها ديباجة |
|
من جوهر الأنوار بالأنواء |
بكت السماء بها رذاذ (٢) دموعها |
|
فغدت تبسم عن نجوم سماء |
أنشدنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه :
ما تريد الحمام في كل واد |
|
من عميد صب بغير عميد |
كلما أخمدت له نار شوق |
|
هيجتها بالبكاء والتغريد |
أنشدنا عبد الرحمن الواعظ ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه في صفة عدو فهدين للصيد :
يتعاوران من الغبار (٣) ملاءة |
|
بيضاء محدثة هما نسجاها |
تطوى إذا وطيا مكانا جاسئا |
|
وإذا السنابك أسهلت نشراها |
سمع أبوي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني ، وعبد الله بن عطاء الإبراهيمي ، وحدث باليسير ، سمع منه : أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، وشيخنا
__________________
(١) في الأصل : «كأنها هو».
(٢) في الأصل : «رداد».
(٣) في الأصل : «العار».