من أهل العيون أرض بالبحرين ، قدم علينا بغداد وذكر لنا أنه من ربيعة الفرس ، وأقام عندنا سنة عشر وسنة أربع عشرة أو بعضها ، وسمعنا منه كثيرا من شعره ، وكان عربيا جيد الشعر مليح المعاني فصيح العبارة من فحول الشعراء.
أنشدنا علي بن المقرب البحراني لنفسه من قصيدة بالمدرسة النظامية ببغداد :
ألا رحلت نعم وأقفر نعمان |
|
فتح باسمها إن عز صبر وسلوان |
شريكته مرية حل أهلها |
|
بحيث تلاقي بطن مر ومروان |
وعهدي بها إذ ذاك والشمل جامع |
|
وصفو التداني لم يكدره صفوان |
ونحن جميعا صالحون وحالنا |
|
نسوء العدى والكل في اللهو خذلان |
فكم يوم لهو قد شهدت وليلة |
|
وليس علينا للعواذل سلطان |
نروح ونغدو ولا نرى الغدر شيمة |
|
ولا بيننا في الوصل مطل وليان |
ومندية تبها على وقد رأت |
|
بياضا برأسي قد بدا منه ريعان |
فقلت لها لا يا ابنة القوم إنني |
|
أعز إذا ذلت كهول وشبان |
وإني لمن قوم أباة أعزة |
|
مصاليت ما خافوا قديما ولا خانوا |
إلى النسب الواضح قد علمت به |
|
معد إذا عد الفخار وعدنان |
وأنشدنا علي بن المقرب لنفسه من قصيدة :
سائل ديار الحي من ماوان |
|
ما أحدثت فيها [يد] الحدثان |
وأطل وقوفك يا أخي بدمنة |
|
قد طال في أطلالها إدماني |
كانت جنانا كالجنان فأصبحت |
|
للوحش موحشة وللجنان |
لما وقفت العيس في عرصاتها |
|
ذهب العزاء وأقبلت أجفاني |
وذكرت أياما خلون وأعصرا |
|
ذكرى لهن لسلوتي إنساني |
وكواعبا بذوي العقول لواعبا |
|
بيض الخدود نواعم الأبدان |
من كل خرعبة تريك إذا بدت |
|
بدر الدجنة فوق غصن البان |
__________________
(١) في الأصل : «صبار».
(٢) انظر ترجمته في : الأعلام ٥ / ١٧٥. ومعجم البلدان ٦ / ٢٥٩