فاستحيى الله منه ، وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه» (١).
سألت ابن العكبري عن مولده فقال : في ذي القعدة من سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
وذكره القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي الأزدي في كتاب«الألقاب» من جمعه وقال : أنبأنا المعاندي ، حدّثنا محمد بن محمد أبو بكر المعيطي، حدّثنا علي بن المظفر البغدادي عليك الصغير ، حدّثنا حميد بن الربيع ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة (٢).
حدّثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري الدمشقي قال : حدّثني عبد الرحمن بن عمر الشبلي قال : سمعت علي بن المظفر البغدادي غلام الشبلي قال : رأيت الشبلي يتواجد ويصيح وينشد في وجوده :
إن الطبيب بدائه ودوائه |
|
لا يستطيع دفاع مقدور أتى |
مات المداوى والمداوي والذي |
|
جلب الدواء وباعه ومن اشترى |
من أهل الرصافة ، طلب الحديث بنفسه. فسمع الكثير ، وحصل النسخ والأصول بهمة وافرة واجتهاد ، وحفظ القرآن وجود قراءته ، وسمع معنا كثيرا ، واصطحبنا في الطلب ، وهو حسن الصحبة مرضي الطريقة متدين متعفف ، سمع من شيوخنا أبوي الفرج بن كليب وابن الجوزي ، وأبوي القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش ، وجماعة من أصحاب أبي القاسم بن الحصين ، وأبي غالب بن البناء ، وأبي العز بن كادش ، وأبي بكر بن عبد الباقي ، وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب ابن البطي ، وشهدة الكاتبة ، وحدّث ، وسمع منه جماعة من أصحاب الحديث وقد سمعنا منه وهو صدوق.
__________________
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٦.
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١ / ١٢٠.