مالك البخاري ، حدّثنا أبو شعيب صالح بن محمد الحجازي ، حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري بأنطاكية ، حدّثنا علي بن يونس بن السكن الصفار ببغداد، حدّثنا سليمان بن بويه ، حدّثنا سلام ، حدّثنا عمر بن عبد الرحمن بن يزيد ، عن محمد بن واسع ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم عزوجل» (١).
أستاذ بشر الحافي ، سكن جبل لبنان بالشام ، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في «تاريخ الصوفية».
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني ، أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال : سمعت عبد الواحد بن علي يقول : سمعت القاسم بن القاسم يقول : بلغني أن بشر الحافي لقي عليّا الجرجرائي بجبل لبنان على عين ماه قال : فلما أبصرني قال : نذهب متى لقيت اليوم إنسيّا ، فعدوت خلفه وقلت : أوصني! فالتفت إليّ فقال : أمستوص أنت ، عانق الفقر ، وعاشر الصبر ، وعاد الهوى ، وخالف الشهوات ، واجعل بيتك أحلى من لحدك يوم تنتقل إليه على هذا طاف المسير إلى الله.
كتب إلى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد الأصبهاني ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحداد قراءة عليه ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبيد الله الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ببغداد قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن حمدان النيسابوري يقول : سمعت إسماعيل الشامي يقول : سمعت سريّا السقطي يقول : خرجت من بغداد أريد الرباط إلى عبادان لأصوم بها رجبا وشعبان ورمضان ، فاتفق لي في طريقي على الجرجرائي وكان من الزهاد الكبار فدنا وقت إفطاري وكان معي ملح مدقوق وأقراص ، فقلت : هلم رحمك [الله] (٢)! فقال : ملحك مدقوق ومعك ألوان الطعام لن تفلح ولن تدخل بستان المحبين ، فنظرت إلى مزود كان معه فيه سويق الشعير يسف منه ، فقلت : ما دعاك إلى هذا؟ فقال : إني حسبت ما بين المضغ إلى الاستفاف سبعين تسبيحة ، فما مضغت الخبز منذ أربعين سنة ، فلما دخلنا عبادان
__________________
(١) انظر الحديث في : الجامع الصغير ١ / ٨.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من الحلية ١٠ / ١١٠.