أحد الغرباء الذين كتب عنهم أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف شيئا من شعره [و] (٢) شيئا من الأناشيد.
قرأت بخط أبي بكر بن كامل ، وأنبأنيه ابنه يوسف عنه ، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد اليناقي الولاقي قال : أنشدني السيد الإمام زيد بن حمزة أو حمزة بن زيد البلخي نزيل سرخس لنفسه :
لجبر الصبر في قلبي انكسار |
|
عشية ودعوا وزمان ساروا |
بقيت (٣) وأدمعي ومضوا وقلبي |
|
فلا أدري أجاروا أم أجاروا |
وأنشدنا علي البياري أيضا قال : أنشدني القاضي الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الأرسابندي قال : كتب إلى القاضي أبو نصر أحمد بن عبد العزيز الروزني لنفسه :
تناسيتم عهدي ولم أنس عهدكم |
|
وأعرضتم عني وما كنت مذنبا |
هنيئا لكم بعدي السرور فإن لي |
|
فؤادا (٤) بنيران الفراق معذبا |
قرأ الفرائض والحساب حتى برع (٥) فيهما ، وصار أعرف زمانه بقسمة التركات ، وكان يعرف الجبر والمقابلة في الحساب ، ويستخرج العويص (٦) من المسائل من غير أن يكتب بيده شيئا ، وحضر يوما معي عند شيخنا أبي البقاء بن العكبري ، وكان شيخ وقته في معرفة الفرائض والحساب ، فسألته أن يسأله عن مسائل مشكلة من المناسخات ، فسأله فكان يجيبه من غير توقف ولا طول فكرة ، فعجب الشيخ من ذلك وقال : ما رأيت مثل هذا الرجل قط ، وأمره أن يخط خطه في الفتاوى ، فكان يفتي إلى حين وفاته ، وكنت أقرأ عليه شيئا من خط أبي بكر الأنصاري الحاسب المعروف
__________________
(١) في الأصل : «الولافى».
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
(٣) في الأصل بدون نقط.
(٤) في الأصل : «فؤاد».
(٥) في الأصل : «حتى نزع».
(٦) في الأصل بدون نقط.