السيدة العظيمة فاطمة الزهراء عليهاالسلام فدكا من أبيها محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومدى صحة الحديث الذي واجهها به أبو بكر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة». وغير ذلك من التفاصيل.
وقد أشرنا ـ في ما قدّمنا من حديث ـ أن المال لم يكن هو الأساس في الإرث في تفكير زكريا ، لا من جهة أن الأنبياء لا يورّثون ، ولا من جهة مشكلة من يملك المال بعده ، بل إن خلو الساحة من بعده من شخص يحمل الرسالة هو ما يجعل القضية في دائرة الخطورة في ما يتطلع إليه زكريا من مستقبل الرسالة ، لأن الذين يأتون من بعده ويرثون موقعه ، ليسوا في مستوى المسؤولية ليترك الأمر لهم في ما يقومون به في حركة الواقع. ولعل الحديث عن إرث آل يعقوب ، الذي هو خط الرسالة ، يؤكد هذا المعنى.
ولكن ربما يلاحظ على ما ذكرناه ، أن كلمة يرثني ظاهرة ـ بحسب طبيعة اللفظ في معناه الحقيقي ـ في إرث المال الذي لم يكن ملحوظا كهمّ من هموم زكريا في دعائه هذا ؛ بل كان واردا على سبيل الإشارة إلى الولد في خصائصه العائلية من حيث إنه وارث لأبيه ، لأن ذلك هو الذي يعين كلمة (وَلِيًّا) بالولد الصلبي. ومما يؤيد ذلك أنه أهمل ذكر الإرث في آية سورة آل عمران في قوله تعالى : (قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) [آل عمران : ٣٨] ، حيث اقتصر على كلمة (ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) ولم يلحقها بكلمة الإرث ، لأنها تختزن في داخل معناها ذلك ، لأن الذرية وارثة لأبيها. وربما كان ذكر آل يعقوب باعتباره من هذه العائلة ، فكأنه يثير المسألة على أساس امتداد النسب الذي يتحقق بالولد الذي يرث أباه وعائلته.
وفي ضوء ذلك يمكن أن نسجل ملاحظة على مسألة وراثة النبوة أو وراثة العلم ، إذ هي ليست من خصوصيات الشخص في طموحاته التي يتطلبها من خلال طلبه الولد ، لأن النبي أو العالم عند ما يفكر بامتداد النبوة أو العلم من