الاجتماعي ، والمقاطعة العامة في كل أنواع العلاقات والمعاملات.
(وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ) إذا أراد الله لك هلاكا في الدنيا أو عذابا في الآخرة ، وذلك هو جزاء الذي يعمل على إضلال الناس وإبعادهم عن الحق من دون شعور بالمسؤولية الاجتماعية ، أو بالرقابة الإلهية. (وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً) الذي صنعته لتضل به الناس وتبعدهم به عن خط التوحيد ، (لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً) فسيحرق بالنار ويذري في البحر ذروا. وربما استفاد البعض من التهديد بإحراقه أنه كان حيوانا ، لأن الذهب لا يحرق ، ولكن المذكور في الآية هو الزينة التي قد تكون من الذهب الخالص ، وقد لا تكون كذلك ، فلا دليل فيه على ذلك.
(إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لأن كل من عداه فهو مخلوق له ، فكيف يكون إلها من دونه؟ أو يكون شريكا له في الألوهية؟ وهو الذي لا حد لعلمه (وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) فكيف يكون المحدود في علمه الذي يستمد علمه منه ، ويتحرك في دائرة مخلوقاته ، شريكا له ، أو ندّا؟!
* * *
وتنتهي قصة موسى في هذه السورة بهذه الحادثة ، لأن هذا الجو الذي تحركت به الآيات السابقة هو جو حركة العقيدة في الرسالة ، وحركة الرسول في ساحة الصراع ، وحركة المجتمع في ساحة التنفيذ. وتركت بقية التفاصيل لموقع آخر ، وهدف آخر.
وهكذا يكون دور قصة موسى عليهالسلام دورا متحركا يتوزّع أكثر من هدف قرآني في ما يريد الله لعباده أن يتذكروا التاريخ من جوانبه المتنوعة في عملية العطاء الروحي والفكري والعملي.
* * *