متعلقا بالفعل (١). فهنا لما سمّوا الإمكان بالقوة سمّوا الاسم (٢) الذي يتعلّق به الإمكان ، وهو الحصول والوجود بالفعل.
ثم لمّا وجد المهندسون بعض الخطوط من شأنه أن يكون ضلعا لمربع ، وبعضها لا يمكن له ذلك جعلوا ذلك المربع قوة ذلك الخط فإنّه ممكن فيه. و (٣) خصوصا وقد اعتقد بعضهم أنّ المربع يحدث بحركة الضلع على نفسه.
وحيث عرفت القوة عرفت أنّ غير القويّ إما الضعيف ، أو العاجز ، أو سهل الانفعال ، أو الضروري ، أو غير المؤثر ، أو أن لا يكون المقدار الخطي ضلعا لمقدار سطح مفروض.
وقد حدت القوة (٤) بأنّها مبدأ التغير من شيء في آخر من حيث إنّه آخر. وإنّما أوجبنا الآخرية لامتناع أن يكون الشيء الواحد فاعلا في نفسه صفة ، وإلّا
__________________
(١) في هامش نسخة ج : «ونقرّر هذا بوجه آخر ونقول : إنّ المفهوم من لفظ القوة في العرف العام وهو المعنى المذكور لما كان كمال القدرة فسميت القدرة قوة ويقابلها العجز. ثم ذلك المعنى يلزمه لوازم منها : انّ ذلك القوي يكون قليل الانفعال ، إذ المنفعل في الأكثر يسمّى ضعيفا فسمّى كون الشيء لا ينفعل قوة ويقابلها الوهن. ومنها : انّ ذلك القوي لا يشترط في اطلاق لفظ القوة عليه أن يكون مباشرا لتلك الأفعال دائما ، أو في حال اطلاق ذلك اللفظ عليه ، بل أن تكون تلك الأفعال ممكنة له يفعلها متى شاء فسمّى نفس الإمكان بالقوة ، إمّا قوة فاعلية إن كان ذلك الإمكان إمكان أن يفعل ، وامّا قوّة انفعالية إن كان ذلك الإمكان امكان أن ينفعل. ويقابل القوة بهذا المعنى الفعل وهو حصول وجود ذلك الممكن سواء كان فعلا أو انفعالا ، وذلك لأنّ حصول هذا الوجود هو كمال هذه القوة ، كما أنّ تلك الأفعال الشاقة هي كمال تلك القوة فلذلك يقال غذاء بالقوة هي بالإمكان ويقال غذاء بالفعل أي غذاء وجد له كونه غذاء م».
(٢) كذا في المخطوطة ، ولعل الصحيح : الأمر.
(٣) ج : «و» ساقطة.
(٤) ق : «حدّت القوم» وانظر التعريف في النجاة : ٢١٤ ، وقال بهمنيار : «يقال : قوة ، لمبدإ التغيّر من آخر في آخر من حيث إنّه آخر ، كالطبيب إذا داوى بدنه» التحصيل : ٤٧١.