وهما لا يقبلان ذلك ، فبطلت التبعية من هذه الجهة.
تذنيب (١) : حكم الشدة والضعف في هذا الباب حكم الضدية. فإن كانت المعروضات للإضافة قابلة لهما قبلتهما ، وإلّا فلا. فالحرارة والبرودة لمّا قبلتا الشدة والضعف قبلهما الأحر والأبرد.
وبعض الناس توهم أنّ الكمية لمّا قبلت الأقل والأكثر وجب أن يكون غير المساوي قابلا للأقل والأكثر ، كما أنّ الكيفية لمّا قبلت الأشد والأضعف كانت المشابهة قابلة لهما.
فنقول : غير المساوي لا يكون أشد وأضعف. نعم قد يكون أقرب وأبعد ؛ فالعشرة أبعد في المساواة للثلاثة من التسعة. والسبب في الأمرين ما عرفت من عدم قبول الكم للأشد والأضعف وإن قبل الأقل والأكثر ، فعلى هذا يكون غير مساو أقرب من غير مساو آخر ، فأمّا في كونه غير مساو فلا يقبل الزيادة والنقصان.
__________________
(١) جعله الرازي فصلا مستقلا في أنّ الإضافة قابلة للأشد والأضعف.