اتصال وامتداد بالمجاز ويقال للجسم بحسب ذلك متصل.
وثانيهما : صفة لشيء بقياسه إلى غيره ، وهو أيضا بمعنيين : أحدهما كون المقدار متحد النهاية بمقدار آخر ؛ ويقال لذلك المقدار : إنّه متصل بالثاني بهذا المعنى. والثاني كون الجسم يتحرك بحركة جسم آخر ؛ ويقال لذلك الجسم : إنّه متصل بالثاني بهذا المعنى. والاسم كان بحسب اللغة للذي بالقياس إلى الغير فينتقل بحسب الاصطلاح إلى الأوّل.
السابع : الكلّية والجزئية : وصفان إضافيان عارضان للماهيات. فالكلي (١) قد يراد به معروض هذه الماهيات ، أعني الكلي الطبيعي. وقد يراد به مجرد هذا الوصف ، أعني الكلي المنطقي (٢). وقد يراد به مجموعهما وهو العقلي (٣). والمراد هنا الأوسط ، وهو جنس للكليات الخمسة. وكلّ منها تصدق عليه الأمور
__________________
(١) وقد ذكر صدر المتألهين الكل والجزء أيضا من أقسام الإضافات ، فراجع الأسفار ٤ : ٢١٣.
(٢) عرفه ابن سينا بقوله : «اللفظ المفرد الكلي هو الذي يدل على كثيرين بمعنى واحد متفق إمّا كثيرين في الوجود ، كالإنسان ، أو كثيرين في جواز التوهم كالشمس. وبالجملة الكلّي هو اللفظ الذي لا يمنع مفهومه أن يشترك في معناه كثيرون». وعرّف الجزئي المنطقي بقوله : «واللفظ المفرد الجزئي هو الذي لا يمكن أن يكون معناه الواحد لا بالوجود ولا بحسب التوهم لأشياء فوق واحد ، بل يمنع نفس مفهومه من ذلك ، كقولنا زيد المشار إليه ...» ، منطق النجاة : ٦.
(٣) راجع إلهيات النجاة : ٢٢٠ (فصل في تحقيق معنى الكلي) ؛ الفصل الأوّل من المقالة الخامسة من إلهيات الشفاء : ٣٩٢.
فالكلي الطبيعي هو المعروض (والموضوع للكلي المنطقي) وهو الكلي بالحمل الشائع. والكلي المنطقي هو العارض وهو المضاف الحقيقي والكلي بالحمل الأوّلي. والكلي العقلي هو المجموع المركب من العارض والمعروض (أي من الطبيعي والمنطقي).
وقال القوشجي : «ولم يظهر لي بعد فائدة تقييد الكلي بالعقلي» فراجع شرحه على تجريد الاعتقاد للطوسي : ١٢٤.