الأين أصلا ، بل إلى إضافة عارضة له ، وهو كونه فوقا أو سفلا.
قال الشيخ : «وإذ قد يصار من أحد الضدين في الأين إلى الآخر قليلا قليلا ويكون المصيران متضادين ، ويكون هناك أين متوسط بينهما ، وأيون أقرب من الطرف الفوقاني في حدّ الفوقية ، وأقرب (١) من الجهة الأخرى بالخلاف ، فيكون في طبيعة الأين من جهته ، لا من جهة جنسه (٢) ، بل من حيث خواص نوعية ؛ وإضافتها أيضا أن تقبل الأشد والأضعف ، فإنّ أينين كلاهما فوقان وأحدهما أشد فوقية ، فعلى هذه الجملة يمكن أن يقع فيها الأشد والأضعف.
وأمّا الكون فوق مطلقا ، أو تحت مطلقا ، والكون في أيّ حدّ شئت مطلقا ، والكون في المكان مطلقا فلا يقبل ذلك أشدّ وأضعف. وفي الكيفية أيضا فإنّ السواد الحق لا يقبل أشد وأضعف ، بل الشيء الذي هو سواد بالقياس عند شيء هو بياض بالقياس إلى آخر. وكلّ جزء من السواد يفرض فلا يقبل الأشد والأضعف في حقّ نفسه ، وتحقيقه في غير هذا الموضع» (٣).
__________________
(١) في المصدر : «أيون».
(٢) في المصدر : «جنسيته».
(٣) الفصل الخامس من سادسة مقولات الشفاء.